الصوت والصورة في تاريخنا الاعلامي

بقلم د. محمد أمين توفيق

هذا هو الكتاب الثاني في سلسلة من الكتب الاعلامية التي تضطلع بنشرها في مصر والعالم العربي الدار العالمية .. وكان كتابي الاول هو:اخبار التليفزيون بين الاداء والتحرير والمتابعة..

مادة هذا الكتاب من الدراسات الشاقة التي تطلبت بذل مجهود اكبر مما بذلت في الكتاب الاول في الحصول على مصادر لها ليست مما يوجد في المكتبات العامة او دور الكتب.. بل هي ،في معظمها ،منسوخات في مكاتب مخرجين او مكتبات ممثلين او مؤلفين!

وليت الامر اقتصر على الحصول على هذه المادة..ذلكم انني كنت في مسيس الحاجة الى لقاءات شارحة لمضامين بعض التمثيليات ادون ملاحظاتها من افواه مخرجين عاصروا نشاة التليفزيون المصري والعربي الاول في عام 1960واسهموا في امداده بمختلف الاشكال التمثيلية المعتمدة ، في جانب

منها او فيها على اصول مسرحية او روائية!

وقد تنبهت في دراساتي هذه الى ان مانشاهده على التليفزيون من تمثيليات ذات اصول مسرحية او روائية لم يعد لصيقا بالادب وانما غدا شكلا من اشكال الاعلام ..بعد ان تم اخضاعه للكتابة الحوارية ولفنيات الاخراج التليفزيوني ومن هنا كان عنوان كتابي هذا: الصوت والصورة في تاريخنا الاعلامي !

تاسيسا على ماسبق، قام منهجي البحثي هنا على الركائز التالية:

  1. توثيق نصوص التمثيليات المرئية التي تعتمد عليها الدراسات..
  1. تحليل نصوصها بحسب اصولها في الرواية والاقصوصة والمسرحية والحكاية الشعبية والاسطورة من جهة .. او بحسب كتابتها خصيصا للتليفزيون من جهة اخرى.
  2. التاريخ لبداية التمثيلية المرئية وماسبقها من ظهور المسرحية والتمثيلية

السينمائية والتمثيلية الاذاعية وارتباط هذه الانواع الدرامية بالادب والتمثيل مع الموازنة بينها وبين التمثيلية التليفزونية التي جرى تتبعها في احدث مصادرها.

  1. تبيان مقومات التمثيلية المرئية ومن بينها الاعداد ومايرتبط به مزاج الكاتب وثقافته واختياره ثوبا ماساويا او كوميديا يخلعه على عمله..
  2. دراسة نقدية لتعيين مدى ماتتمتع به تمثيلياتنا التليفزيونية من أصالة في التعبير عن روح مجتمعنا وواقعه وثقافته..
  3. تتبع مناحي التاثر بالفكر الاجنبي في تاليف بعض الانواع كالتمثيلية البوليسية او المعتمدة على الخيال والمخترع العلمي القائم أو المتصور..
  4. المقارنة بين المؤلف المصري والاجنبي في تناولهما لانواع من التمثيليات هي تمثيليات الاطفال ، والتمثيليات البوليسية والمآسي الاجتماعية..

وعند تنفيذي للخطة المنهجية السابقة مهدت بعرض تناولت فيه سبق العروض الشعبية لنشأة المسرح الفني .

وفي الباب الاول وهو بعنوان منهج التليفزيون في عرض التاريخ النضالي والادبي خصصت الفصل الاول بدراسة لتمثيلية ابي ذر الغفاري الاذاعية ..

وتمثيلية عمر بن عبد العزيز التليفزيونية..

أما الفصل الثاني فموضوعه القصة النضالية والتاريخ مصدرا من مصادر التمثيلية..وفيه تحليل لتمثيلية طومان باي ولمسلسل الرحيل..

وفي الباب الثاني الذي يشرح أثر الفن الشعبي والاسطورة في خلق أشكال

تمثيلية..ضربت المثل بتمثيلية الاطفال : أورشيما الصياد الصغير.. وبتمثيلية الاسطورة: لاتنظر الى الوراء..

أما الفصل الثالث فانه يضم استعراضين احدهما افريقي وثانيهما شعبي مصري .. تدليلا على استعانة التليفزيون عند نشاته على الشكل المسرحي في انتاج هذا النوع الاستعراضي من تمثيلياته..

واستقل الباب الثالث من هذا الكتاب بالمقومات الفنية للتمثيلية المرئية وهنا تحليل لكيفية اعداد القصة الصغيرة على الشاشة الصغيرة .. وكان المثال هو

اقصوصة البرهان..

وفي الجانب الاخراجي مثال لتمثيلية الحب في السجن حيث بينت مهمة ألات التصوير في تجسيد المعاني التي يريد كاتب نصها ايصالها الى المشاهد.

وفي الباب الاخير الرابع مقارنة بين فكر التمثيلية المحلية وفكر التمثيلية الاجنبية.. ومن التمثيليات المقدمة مايرهص بالعلم أو تطبيقه مثل :الممرضات

والورد والندى..

وفي نهاية الكتاب ثبت بمصادره ومراجعه ..

وبعد، فانني أرجو أن يكون هذا الكتاب اضافة الى دراسات الصوت والصورة

في تاريخنا الاعلامي..بالنظر الى أهمية التمثيليات التليفزيونية في العطاءالفكري والثقافي لبلادنا..وفي الترفيه عن المشاهدين واعلامهم..

د. محمد أمين توفيق